شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٢٦
أرض قوم إلى غيرها، وكان علي عليه السلام معه دون غيره.
أما هجرته إلى بنى شيبان، فما اختلف أحد من أهل السيرة أن عليا عليه السلام كان معه هو وأبو بكر، وأنهم غابوا عن مكة ثلاثة عشر يوما وعادوا إليها، لما لم يجدوا عند بنى شيبان ما أرادوه من النصرة.
وروى المدائني في كتاب،، الأمثال،، عن المفضل الضبي، أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج عن مكة يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج إلى ربيعة، ومعه علي عليه السلام وأبو بكر، فدفعوا إلى مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر - وكان نسابة - فسلم فردوا عليه السلام، فقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة، قال: أمن هامتها أم من لهازمها؟ (2) قالوا: من هامتها العظمى، فقال: من أي هامتها العظمى أنتم؟ قالوا: من ذهل الأكبر، قال: أفمنكم عوف الذي يقال له: لا حر بوادي عوف؟ قالوا: لا، قال: أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الاحياء؟ قالوا: لا، قال: أفمنكم جساس حامى الذمار ومانع الجار؟ قالوا: لا، قال: أفمنكم الحوفزان، قاتل الملوك وسالبها أنفسها؟ قالوا: لا، قال:
أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم أخوال الملوك من كندة؟
قالوا: لا، قال: فلستم إذن ذهلا الا كبر، أنتم ذهل الأصغر. فقام إليه غلام قد بقل (3) وجهه، اسمه دغفل، فقال:
إن على سائلنا أن نسأله * والعبء لا تعرفه أو تحمله

(1) الخبر في مجمع الأمثال 17، 18 (2) فسره صاحب اللسان فقال: (وفي حديث أبي بكر والنسابة: (أمن هامتها أو لهازمها)، أي من أشرافها أنت أو من أوساطها، واللهازم أصول الحنكين، واحدتها لهزمة بالكسر، فاستعارها لوسط النسب والقبيلة).
(3) بقل وجهه، أي خرج شعره.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232