حارثة في رواية أبى الحسن المدائني، ولم يكن معهم أبو بكر. وأما رواية محمد بن إسحاق، فإنه قال: كان معه زيد بن حارثة وحده، وغاب رسول الله صلى الله عليه وآله عن مكة في هذه الهجرة أربعين يوما، ودخل إليها في جوار مطعم بن عدي.
* * * وأما هجرته صلى الله عليه وآله إلى بنى عامر بن صعصعة وإخوانهم من قيس عيلان، فإنه لم يكن معه إلا علي عليه السلام وحده، وذلك عقيب وفاة أبى طالب، أوحى إليه صلى الله عليه وآله: اخرج منها، فقد مات ناصرك، فخرج إلى بنى عامر بن صعصعة، ومعه علي عليه السلام وحده، فعرض نفسه عليهم وسألهم النصر، وتلا عليهم القرآن فلم يجيبوه، فعادا عليهما السلام إلى مكة، وكانت مدة غيبته في هذه الهجرة عشرة أيام، وهي أول هجرة هاجرها صلى الله عليه وآله بنفسه.
فأما أول هجرة هاجرها أصحابه ولم يهاجر بنفسه فهجرة الحبشة، هاجر فيها كثير من أصحابه عليه السلام إلى بلاد الحبشة في البحر، منهم جعفر بن أبي طالب عليه السلام، فغابوا عنه سنين، ثم قدم عليه منهم من سلم وطالت أيامه (1) وكان قدوم جعفر عليه عام فتح خيبر، فقال صلى الله عليه وآله: (ما أدرى بأيهما أنا أسر، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر)!