وعلق الذهبي على هذا القول بقوله: هذا محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي (1).
وقال أبو عبيد الآجري: قيل لأبي داود: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عندك حجه؟
قال: لا، ولا نصف حجة، ورجح بهز بن حكيم عليه (2).
قال ابن أبي شيبة: سألت علي بن المديني عن عمرو بن شعيب، فقال: ما روى عنه أيوب وابن جريح فذلك كله صحيح، وما روى عمرو عن أبيه عن جده، فإنما هو كتاب وجده، فهو ضعيف (3).
وروى عباس ومعاوية بن صالح عن يحيى: ثقة (4).
وروى الكوسج عن يحيى: قال: يكتب حديثه (5).
وروى عباس أيضا عن يحيى قال: إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب، ويقول: أبي عن جدي فمن هنا جاء ضعفه أو نحو هذا القول، فإذا حدث عن ابن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة عنهم أو قريب من هذا (6).
وقال أبو حاتم: سألت يحيى عنه، فغضب وقال: ما أقول؟ روى عنه الأئمة (7)!
وروى زهير عن يحيى: ليس بذلك (8).
وهذه الأقوال المتناقضة ظاهرا عن يحيى يحتمل فيها ثلاثة وجوه:
فإما أن تكون بعضها مكذوبة منسوبة إليه، وإما أن يكون هناك وجه للجمع بينهما، وإما أن يكون ابن معين قد اضطرب في الحكم على عمرو بن شعيب. ويؤيد الاحتمال الأخير ما حكاه عباس الدوري عنه فتارة وثقة وأخرى ضعفه.
وقال الذهبي - وبعد نقله الأقوال السابقة عن يحي بن معين -: فهذا أمام الصنعة أبو زكريا قد تلجلج قوله في عمرو، فدل على أنه ليس حجة عنده مطلقا، وأن غيره أقوى منه (9).