الحال يشهد أنه إنما يحدث عن غير كتابه، وهذه ليست بالطامة: لأن الطامة كل الطامة أن يتخيل أبو عوانه أنه سمع بحديث من محدث كبير وأنه موجود في كتابه مع أن الحق أنه لم يسمعه عن ذلك الشيخ وليس هو ضمن أحاديث كتابه، وإليك هذا النص للدلالة على ذلك.
قال الحسين بن الحسن المروزي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك، قال:
بلى.
قلت: لا، قال: يا سلامة هات الدرج. فأخرجت فنظر فيه فإذا ليس الحديث منه.
فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيت به.
قلت: ذوكرت به وأنت شاب فظننت أنك سمعته (1).
وعليه فالاعتماد على مرويات أبي عوانة مشكل جدا وبخاصة الأحاديث التي لم يخرجها له البخاري ومسلم.
الثانية: أنه معلول سندا، كما يأتي توضيحه بعد الخلاصة السندية لمجموع ما روى عن عبد خير في الغسل والمسح.
الثالثة: أنه معلول متنا، كما يأتي توضيحه في المكان أعلاه.
الإسناد الثاني قال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة عن عبد خير، قال: أتينا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد صلى فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع به وقد صلى، ما يريد إلا ليعلمنا، فأتي بإناء فيه ماء وطست فأفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا من الكف الذي يأخذ به الماء، ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمنى ثلاثا، ويده الشمال ثلاثا، ومسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ورجله الشمال ثلاثا، ثم قال: من