الإسناد الثالث قال النسائي: أخبرنا محمد بن آدم (1)، عن ابن أبي زائدة (2)، قال: حدثني أبي (3) وغيره عن أبي إسحاق، عن أبي حية الوادعي، قال: رأيت عليا توضأ فغسل كفيه ثلاثا وتمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).
المناقشة هذا الطريق مضافا إلى ضعفه بأبي إسحاق وبجهالة أبي حية، فهو ضعيف أيضا بزكريا بن أبي زائدة - والد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة - الذي حدث عنه محمد بن آدم شيخ النسائي هنا، وذلك لعدة أمور:
الأول: إن سماع زكريا من أبي إسحاق إنما كان بعد تغيره واختلاطه وحينما كبر وشاخ على ما هو صريح العجلي (5) وغيره.
قال أحمد بن حنبل: حديثيهما [أي زكريا وإسرائيل] عن أبي إسحاق لين، سمعا منه بأخرة (6).
الثاني: إن زكريا كان من المدلسين، وهنا لم يصرح بالسماع عن أبي إسحاق.
فقد جاء عنه أنه كان يوهم السامعين أنه سمع من الشعبي والحال أنه لم يسمع منه، وهذا هو التدليس القبيح الذي يرادف الكذب.