مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ١٢٤
سبحانه، وما يفيض من الباطن اخذه الظاهر، كما أنه ما غاب مما ظهر، فهو راجع لما بطن، وما تفرق مما اجتمع فقد استهلك في دائرة جمع أكثر من ذلك، وما فنى مما تعدد فقد اندرج في واحد متغلب: وان إلى ربك المنتهى (42 - النجم) وإلى الله عاقبة الأمور (22 - لقمان) ولدينا مزيد (35 - ق) أعني إفادته الصبغة والسريان في كل ما مر عليه آياتنا بالبسط الوجودي وعودا بالإجابة لداعى الحق عند حصول الكمال الذي أهل له المدعو المجيب كان ما كان، كما ورد به الامر الحق الإلهي لأكمل الكمل في سورة: إذا جاء نصر الله والفتح (1 - النصر) واعلم أن التلقيات الواقعة هي حكم خفاء وظهور - كما قلنا - فاما ظهور من خفاء أو خفاء من ظهور بصورة جمع وافتراق أو قل: قبض وبسط، والارتباطات الثابتة بحكم الجمع الاحدى الذاتي الأصلي والمناسبة، والارتباطات الموقتة أيضا، والمحاذاة بالمناسبات مع سريان حكم الجمع الاحدى المذكور الذي لا محيص عنه، وبالتساوي والموازنة في الاحكام، والاشتراك فيما حصل فيه ومنه الجمع والتركيب، وظهر بحسبه هي المضاهاة ونحوها، والتقابل بنسبة التضاد أو التخالف في بعض ما اشترطناه في الجمع والمناسبة يسمى مباينة وبعدا ومعاداة معنوية أو صورية، ونفس الارتباط الظاهر بين الأشياء هو حكم ذلك الجمع والمناسبة، كما أن الانفصال والافتراق هو حكم التباين بخاصية ما به الامتياز، وغلبته على حكم ما به الاتحاد والاشتراك ليس غير ذلك، يظهر فيظهر، ويسمى فيسمى كذا، ويعقل من حيث بطونه ومعناه أو أصله فيسمى بغير ذلك، وبحسب حكمي الوقت والحال في المسمى، والمسمى والظهور والبطون والارتباط والانفصال - وغير ذلك مما ذكر - ذاتي للحضرتين المذكورتين وما فيهما وما بينهما، فافهم.
وسواء كان أبديا أو مؤجلا مشروطا، وبالوجود ظهر التميز الكامن فيه وفيهما.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست