مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٩٩
خاتمة الكتاب في بيان خواص انسان الكامل تتمة كلية وخاتمة جامعة اعلم أن الواجب تحصيله من العلوم على المستبصر الطالب للكمال الإنساني في الطور الإلهي وبالعكس - وهو ظهور الكمال الإلهي في الطور الإنساني - والمتشوق إلى تحصيله والراقي في درج تحقيقه بتعمل وبدونه ان يعرف أولا:
ما حقيقته، ومم وجد، وفيم وجد، وكيف وجد، ومن أوجده، ولم وجد، وما غايته في اتيانه، وهل رجوعه إلى عين ما صدر منه أو مثله - ان صحت المثلية -، وما الذي يراد منه مطلقا من حيث مطلق الإرادة الكلية، وما المراد منه في كل وقت، وهل أستعين به من حيث مرتبته وحقيقته في بعض ما ذكر أو كله أو استعان هو باعتبار حكم الحقيقتين المذكورتين أو إحداهما، وهل الاستقلال حاصل لاحد الطرفين أو هو ممتنع في بعض الأمور دون البعض أو هو ممتنع على الاطلاق، وان يعرف في كم تنحصر أجناس العالم علوا وسفلا بعد معرفتها، وكيف يؤثر كل واحد منها في الاخر وكيف اثرت فيه في حال كونه مؤثرا فيها بالحال والمرتبة وكيف يؤثر هو بعد ذلك فيها أيضا بالذات والفعل الإرادي والحال؟
وإذا علم أنه مجموع حقائق العالم كله - أعلاه وأسفله - يعلم تقابل النسختين ويعلم مرتبة
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست