الحاجات والشفاعات مفاتيح الطلبات من أقعدته نكاية الأيام أقامته إغاثة الكرام من ألبسه الليل ثوب ظلمائه نزعه عنه النهار بضيائه قوة الجناح بالقوادم والخوافي وعمل الرماح بالأسنة والعوالي اقتناء المناقب باحتمال المتاعب وإحراز الذكر الجميل بالسعي في الخطب الجليل الدنيا دار تغرير وخداع وملتقى ساعة لوداع وأهلها متصرفون بين ورد وصدر وصائرون خبرا بعد أثر غاية كل متحرك سكون ونهاية كل متكون أن لا يكون وآخر الأحياء فناء والجزع على الأموات عناء وإذا كان ذلك كذلك فلما التهالك على هالك حشو هذا الدهر أحزان وهموم وصفوه من غير كدر معدوم إذا سمح الدهر بالحباء فأبشر بوشك الانقضاء وإذا أعار فاحسبه قد أغار للدهر طعمان حلو ومر وللأيام صرفان عسر ويسر والخلق معروض على طوريه مقسوم الأحوال بين دوريه لكل شيء غاية ومنتهى وانقطاع وإن بعد المدى ترك الجواب داعية الارتياب والحاجة في الاقتضاء كسوف في وجه الرجاء هم المنتظر للجواب ثقيل والمدى فيه وإن كان قصيرا طويل النجيب إذا جرى لم يشق غباره والشهاب إذا سرى لم تلحق آثاره من أين للضباب صوت السحاب وللغراب هوى العقاب هيهات أن تكتسب الأرض لطافة الهواء ويصير البدر كالشمس في الضياء كل غم إلى انحسار وكل عال إلى انحدار فصل يستحسن الشيخ أن يخرس عنه ألسنة الحمد وتلتوي عليه حواجب المجد فقد احتجب صبح ذلك الأمر وصار مطلوبا في ليلة القدر فإن كان أنزله من قلبه ناحية النسيان وباع جليل الربح به في سوق الخسران فيستحي له فضله من فعله وكفى به نائبا عني في عذله وإن كان لعذر دعاه إلى التواني
(٦٨)