بين جهام وخلب فصل كتابك أقصر من نبقه وأصغر من بقه وأخون من دره وأخفى من ذره فصل النعمة عنده تكتسي من لؤمه أطمارا وتشتكي غربة وإسارا فصل طواني في أدراج نسيانه وألقاني في مدارج هجرانه فصل حاجتي عنده في سر الوعد وإضماره وميدان المطل ومضماره فصل ناديت منه من لا يمكن لفظي من سمعه ودعوت من ضره أقرب من نفعه فقلت إذ أخلف التقدير لبئس المولى ولبئس العشير فصل قرأت كلاما خير منه تعاطي السكوت وحجابا أقوى منه نسج العنكبوت فصل لو خلع الصباح على عذري كسوته وأمده البلغاء من البيان ما يجلو صفحته ثم صلى منه بنار انتقاد ولم يرد من صفحه وإغضائه على لين مهاد لأتى بنيانه من القواعد وقطع زنده من الساعد فصل يأبى الدهر إلا ولوعا بشمل وصل يشرده ونظام أنس يبدده ومخلب ظلم يحدده ولو انبسطت فيه يدي لكسرت جناحه وخفضت جماحه ولكنه الحية الصماء لا تستجيب لراقي والداء العضال لا يشفى منه طيب ولا واقي فصل ما أقول في دهر يعطي تفاريق ويسترجعها جملا ويرجع أفاويق وقطعها عجلا يأتي شره دفعا ويواتي خيره لمعا إن هاجت نوازله خصت
(٤٢٠)