فصل رددني من جفائه زمانا بين إعراض وقطيعة وأوردني منها أوخم شريعة حتى إذا ورد كتابه وبي فرحة الظمآن وافق بلالا والعليل صادف إبلالا تضمن من مر العتاب ما هو أمض من القذف والسباب وكان كثاطة مدت بماء وجمرة أعينت بحلفاء فصل وما زلت أداريه وألاطفه أؤمل أن تلين لي مكاسره ومعاطفه حتى إذا كشف لي قناع الجفوة ومد إلي ذراع السطوة جزيته صاعا بصاع وبسطت له باعا بباع وسعيت إلى معارضته بخطى وساع وكذلك من ساء سمعا ساء جابة ومن زرع مكرا حصد خلابة فصل كشف لي قناع المجادل ورماني من عتبه بالجنادل فصل قد تجاريت والدهر في الظلم إلى غاية واحدة واخترعتها في العقوق كل بدعة وآبدة لعلك تزيد عليه وطأ في الظلم ثقيلا وسبحا في التحيل طويلا بل أنت أبعد منه في الإساءة غورا وأحد في النكاية غربا وأجرى في المناكير قلبا لا بل أنت أكثر منه مذقا وأمر مذاقا وأظهر خلافا وأقل وفاقا فما هذه المكاشفة والمخاشنة وأين المهادنة والمداهنة وأين الحياء والتذمم والعفاف والتكرم وأين لين المكسر ولدونة المعطف وحلاوة المذاق وسهولة المقطف فصل أنا من حاضر جفائك بين ناب ومخلب ومن منتظر وعدك بالرجعى
(٤١٩)