والرجوع عنها بحال أحب إلي من الرجوع بمال قدمت التعريف وأنتظر الجواب الشريف فصل إن أيامي منذ لم أره ليال وإني من حبسي لفي طلل بال وإن العيش لا يلتئم إلا بعزه والعافية لا تطيب إلا في ظله فصل إن الجميل عندهم من وراء جدار والقبيح نار على منار فإذا مدحوا سيرة رجل فقد حمدوا عثرته ولم يبق فيه طمع للسبك ولا موضع للشك فصل ليست التجربة خمسة أجربة إنما هي دفعة والتقدمة لفظة ثم إن العاقل بفطنته يكيس فيقيس والجاهل بغفلته يخس ويخيس يا أبا الفضل ليس هذا بزمانك وليست هذه الدار بدارك ولا السوق سوق متاعك ناسب الكتابة وما وسقت والقلام وما نسقت والمحابر وما بسقت والأسجاع إذا اتسقت واللوم ولا هذه العلوم فصل إني والله لأرحم عقل طرفة إذ قال (وليت لنا مكان الملك عمرو * رغوثا حول قبتنا تخور) من الوافر كيف ضرب المثل في الشر وقلة الخير بما هو خير كله وإن الرغوث لتعذره برسلها وتحبوه بنسلها وتكسوه بصوفها وتنفعه ببعرها وتغيظ عدوه بسراحها وتقر عينه برواحها (وتملأ بيته أقطا وسمنا * وحسبك من غنى شبع وري) من الوافر ثم أرجع إلى حديثك تمنى مكانه رغوثا وأتمنى مكانك برغوثا إن
(٣١٦)