وأنشدني أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم قال أنشدني أبو جعفر بن العباس لنفسه (لست في ذا العذار والأمرد الحاسر * عن رأسه العذار بخالع) (الوقايات في الوقاية عندي * فلهذا مقانعي في المقانع) من الخفيف وأنشدت له أيضا (بوجهك يا من رق منه أديمه * وراق الدمى حسنا أريق دمي عمدا) (فأقسم أن لو قسمت صبوتي على * بسيم الصبا ما نسم النسم البردا) من الطويل وأنشدني أبو القاسم الأليماني قال أنشدني أبو جعفر لنفسه في أبي جعفر العتبي (ألا من مبلغ المكروب قولا * بدا عن نصح مأمون المغيب) (جعلت الدهر حربك وهو سلم * فلم تسلم عليه من الحروب) (وحالفت العبوس لغير بؤس * فأسلمك القطوب إلى الخطوب) من الوافر وكان بالحضرة رجل من الظاهرية يقال له أبو العباس الظاهري ينادم الكبراء ويتعاطى آلة اللهو وربما يشعر وكان يلقب ببشار لسوء في عينيه وعبث منه بالشعر فقال فيه أبو جعفر (إن الأمير أبا العباس بشار * قرم نمته إلى العلياء أخيار) (فما يفارقه في الحجر مزهره * وما يفارقه في الحجر مزمار) من البسيط وقال فيه أيضا (أضحى أبو العباس مع علمه * بالقلب والإبدال مفتنا) (فعينه غين إذا ما رنا * وغينه عين إذا غنا) من السريع
(١٤٣)