لأطلته كوقوف الحجيج على المشاعر ولم اقتصر منه على زاد المسافر فإن المتحمل له وسيع الحقوق لدي حقيق أن أتعب له خاطري ويدي وهو أبو عبد الله الحامدي أعزه الله تعالى كان وافانا مع ذلك الشيخ الشهيد أبي سعيد الشبيبي السعيد رفع الله منازله وقتل قاتله يكتب له فآنسنا بفضله وأنسنا الخير من عقله فلما فجع بتلك الصحبة وبما كان له فيها من القربة لم يرض غير بابي مشرعا وغير جنابي مرتعا وقطع إلي الطريق الشاق مؤكدا حقا لا يشق غباره ولا ينسى على الزمان ذماره وكنت على جناح النهضة التي لم يستقر نواها ولم تبن حصباها ولم تلق عصاها فأمرج الحر المبتدأ الأمر القريب العهد بوطأة الدهر حامل عليه بالمركب الوعر فرددته إليك يا سيدي لتسهل عليه حجابك وتمهد له جنابك وتترصد له عملا خفيف الثقل ندى الظل فإذا اتفق عرضته عليه ثم فوضته إليه وهو إلى أن يتفق ذاك ضيفي وعليك قراه وعندك مربعه ومشتاه ويريد اشتغالا بالعلم ليزيده في الاستقلال إلى أن يأتيه إن شاء الله خبرنا في الاستقرار ثم له الخيار إن شاء أقام على ما وليته وإن شاء لحق بنا ناشرا ما أوليته وقد وقعت له إلى فلان ما يعينه على بعض الانتظار إلى أن تختار له أيدك الله كل الاختيار فأوعز إلي بتعجيله واكفني شغل القلب بهذا الحر الذي أفردني بتأميله إن شاء الله تعالى رقعة له إلى القاضي أبي بشر الفضل بن محمد الجرجاني عند وروده باب الري وافدا عليه (تحدثت الركاب بسير أروى * إلى بلد حططت به خيامي)
(٢٩٣)