والأمراء والوزراء والرؤساء فلم يخل قصيدة فيهم من سفاتج هزله ونتائج فحشه وهو عندهم مقبول الجملة غالى مهر الكلام موفور الحظ من الإكرام والإنعام مجاب إلى مقترحه من الصلات الجسام والأعمال المجدية التي ينقلب منها إلى خير حال وكان طول عمره يتحكم على وزراء الوقت ورؤساء العصر تحكم الصبي على أهله ويعيش في أكنافهم عيشة راضية ويستثمر نعمة صافية ضافية وديوان شعره أسير في الآفاق من الأمثال وأسرى من الخيال وقد أخرجت أخرجت من ملحه الخالية من الفحش المفرط الحالية بأحسن المقرط ونوادره التي تسر النفس وتعيد الأنس ما يستغرق وصف ابن الرومي (شرك العقول ونزهة ما مثلها * للمطمئن وعقله المستوفز) (إن طال لم يملل وإن هي أوجزت * ود المحدث أنها لم توجز) الكامل فمن ذلك وصفه لشعره ولسخفه كقوله (فإن شعري ظريف * من بابة الظرفاء) (ألذ معنى وأشهى * من استماع الغناء) المجتث وقوله (قرم إذا أنشدته * شعري البديع تهللا) (فحسبت أن أبا * عبادة يمدح المتوكلا) مجزوء الكامل
(٣٦)