وغيرهم ثم تأملت هذا الباب من كتابي هذا وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي وأبي سعيد الرستمي وأبي القاسم بن أبي العلاء وأبي محمد الخازن وأبي العلاء الأسدي وأبي الحسن الغويري حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل وأفراد الدهر وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها وصحة ترتبها وعذوبة مائها في طباع أهلها وعقول أنشائها وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه 18 - عبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي هو على سياقة المولدين وفي مقدمة العصريين خفيف روح الشعر ظريف الجملة والتفصيل كثير الملح والظرف يقول في الخضاب ما لم أسمع أحسن منه ولا أظرف ولا أعذب منه ولا أخف (في مشيبي شماتة لعداتي * وهو ناع منغص لحياتي) (ويعيب الخضاب قوم وفيه * لي أنس إلى حضور وفاتي) (لا ومن يعلم السرائر مني * ما به رمت خلة الغانيات) (إنما رمت أن أغيب عني * ما ترينيه كل يوم مراتي) (فهو ناع إلي نفسي ومن ذا * سره أن يرى وجوه النعاة) الخفيف وكان خفيف الحال متخلف المعيشة قاعدا تحت قول أبي الشيص
(٣٥٠)