بل أصفه بترك الوصف فأخباره آثاره وعينه فراره وحقا أقول إني لا أحسب أحدا ما خلا الملوك جمع من المصاحف ما جمعت وابتدع في استكتابها ما ابتدعت وإن هذا المصحف لزائد على جميعها زيادة القرعة على الغرة بل زيادة الحج على العمرة (لقد أهديته علقا نفيسا * وما يهدي النفيس سوى النفيس) فصل من كتاب له إلى ابن العميد صدر جوابا عن كتابه إليه في وصف البحر وكان أبو بكر الخوارزمي يحفظه وكثيرا ما كان يقرؤه ويعجب السامعون من فصاحته ولم أره يحفظ من الرسائل غيره وصل كتاب الأستاذ الرئيس صادرا عن شط البحر بوصف ما شاهد من عجائبه وعاين من مراكبه ورآه من طاعة آلاته للرياح كيف أرادتها واستجابة أدواتها لها متى نادتها وركوب الناس أشباحها والخوف بمرأى ومسمع والمنون بمرقب ومطلع والدهر بين أخذ وترك والأرواح بين نجاة وهلك إذا أفكروا في المكاسب الخطيرة هان عليهم الخطر وإذا لاحت لهم غرر المطالب الكثيرة حبب إليه الغرر وعرفت ما قاله من تمنيه كوني عند ذلك بحضرته وحصولي على مساعدته ومن رأى بحر الأستاذ لأحواله واستعظامه لأهواله كما لا شيء أبلغ في مفاخره وأنفس في جواهره من وصف الأستاذ له فإني قرأت منه الماء السلسال لا الزلال والسحر الحرام لا الحلال وقد علم أنه كتب ولما أخطر بفكره سعة
(٢٩٥)