ومن خبره انه ولد في كرخ بغداد اخر نهار يوم الجمعة لست خلون من رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ونسبته في بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب وأمه شاعرة وقال الشعر وهو ابن عشر سنين فمن أول شعر قاله في المكتب قوله من المنسرح (بدائع الحسن فيه مفترقة * وأعين الناس فيه متفقه) (سهام ألحاظه مفوقة * فكل من رام لحظه رشقه) (قد كتب الحسن فوق عارضه * هذا مليح وحق من خلقه) المنسرح وركب في صباه سمارية ولم يكن رأى دجلة قبل ذلك فقال من الوافر (وميدان تجول به خيول * تقود الدارعين ولا تقاد) (ركبت به إلى اللذات طرفا * له جسم وليس له فؤاد) (جرى فظننت أن الأرض وجه * ودجلة ناظر وهو السواد) ورأى في يد غلام يميل إليه مرآة فقال من المنسرح (رأيته والمرآة في يده * كأنها شمسة على ملك) (فقلت للصورة التي احتجبت * من غير زهد فينا ولا نسك) (يا أشبه الناس بالحبيب ألا * تخبرنا عنك غير مؤتفك) (قال انا البدر زرت بدركم * وهذه قطعة من الفلك) (قلت فإني أرى بها صدأ * فقال هذا بقية الحبك) المنسرح وخرج من مدينة السلام وورد الموصل وهو صبي حين راهق فوجد بها
(٤٦٧)