ومقصد الوفد فاستبدل بالانس وحشة وبالنضارة غبرة وبالضياء ظلمة واعتاض من تزاحم المواكب تلازم المآتم ومن ضجيج النداء والصهيل عجيج البكاء والعويل وله من كتاب إلى الصاحب أوله هذه الأبيات من المنسرح (إذا الغيوم أرجفن باسقها * وحف أرجاءها بوارقها) (وغيبت للثرى كتائبها * وانتضيت وسطها عقائقها) (وجلجل الرعد بينها فحكى * خفق طبول ألح خافقها) (وابتسمت فرحة لوامعها * واختلفت عبرة حمالقها) (وقيل طوبى لبلدة نتجت * بحق أكنافها فوارقها) (أية نعماء لا تجل بها * وأي بأساء لا تفارقها) (فليسق غيث الندى أبا القاسم القرم وزير الأيام وادقها *) (تحكي سجاياه هزة وندى * وأين من خلقه خلائقها) (ولتهد ريح الصبا محملة * أنفاس طيب أمست تعانقها) (في روضة لا النعيم سابقها * ولا نسيم الرياض لاحقها) (جاور حوذانها بنفسجها * وزان ريحانها شقائقها) (هبت رخاء مريضة فشفت * مرضي وشاق النفوس شائقها) (لم تبق منه النوى سوى كبد * تدمي وعين تجري سوابقها) (إني وإن غالب الهوى جلدي * صبرا لصادي الأحشاء خافقها) (ذكري لأيامنا التي غفلت * عنها العوادي ونام رامقها)
(٣٨٩)