(عجيبة في الأنام محنتنا * أولنا مبتلى وآخرنا) (يفرح هذا الورى بعيدهم * طرا وأفراحنا مآتمنا) من المنسرح وأنشدني المصيصي للأمير تميم (شربنا على نوح المطوقة الورق * وأردية الروض المفوفة البلق) (معتقة أفنى الزمان وجودها * فجاءت كفوت اللحظ أو رقة العشق) (كأن السحاب الغر أصبحن أكؤسا * لنا وكأن الراح فيها سنا البرق) (فبتنا نحث الكأس فينا وإننا * لنشربها بالحث صرفا ونستسقي) (إلى أن رأيت النجم وهو مغرب * وأقبلن رايات الصباح من الشرق) (كأن سواد الليل والفجر طالع * بقية لطخ الكحل في الأعين الزرق) من الطويل أحسن في هذا البيت ما شاء وأنشدت للمرواني في الهلال وأجاد (والبدر في جو السماء قد انطوت * طرفاه حتى عاد مثل الزورق) (وتراه من تحت المحاق كأنما * غرق الكثير وبعضه لم يغرق) من الكامل وهو من قول ابن المعتز (قد أثقلته حمولة من عنبر) من الكامل قال وسمعت الشيخ الإمام أبا الطيب يحكي أن المرواني صاحب الأندلس كتب إليه صاحب مصر كتابا يسبه ويهجوه فيه فكتب إليه أما بعد فإنك عرفتنا
(٣٦٠)