وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها وإن كانت بلا دسم فلا منفعة فيها فان كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دل على ولاية دنيئة على قوم سفهاء أو تجارة دنيئة أو صناعة من قوم سفهاء ذوي دناءة فان رأى كأنه أكل الثريد كله فإنه يموت على ذلك الهوان والفقر وإذا كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور فإنها معاملة مع قوم ظلمة مكرة في مال حرام وعلى الجملة إن الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها. وأما الأرزية فمال من خصومة وهم والنئ منه خسران ومرض. وأما الحلوات والمطعومات في الأصل إذا رأى الانسان كأنه أكلها دل على طيب الحياة والنجاة من المخاطرات ونيل السرور والفرج وقصب السكر تردد كلام يستحلى ويستطاب والسكرة الواحدة قبلة حبيب أو ولد والكسر الكثير يدل على قال وقيل وأما الشهد والعسل فمال من ميراث حلال أو مال من غنيمة أو شركة ومن رأى كأن بين يديه شهدا موضوعا دل على أن عنده علما شريفا فان رأى كأنه يطعمه للناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة والعسل لأهل الدين حلاوة الايمان وتلاوة القرآن وأعمال البر ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لان الله عز وجل وصف كلامه
(٢٣٤)