فمن رأى أنه يأكل فرخا نيئا فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أشراف الناس فان كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير فإنه يغتاب أولاد السلاطين أو يرتكب منهم فاحشة والطيور التي يؤكل لحمها فإنها استفادة مال من ضيعة ألف درهم إلى ستة آلاف درهم لان لها ستة أعضاء رأس وجناحين ورجلين وذنب، وأما السمك فقد حكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها قال فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتش خادمه فإذا هو رجل والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم أو صحبة رئيس لقوله تعالى نسيا حوتهما ومن أصاب سمكة طرية مشوية فإنه يصيب غنيمة وخيرا لقصة مائدة عيسى عليه السلام والسمك المشوي قضاء حاجه أو إجابة دعوى أو رزق واسع إن كان الرجل تقيا وإلا كانت عقوبة تنزل عليه فان رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه ينفق ماله في شئ لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذا شريفا وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه ما خلا السمك الصغار فان شوكها أكثر من لحمها ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته ويدل على رجاء شئ لا ينال وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت وأما ذوق الأشياء فيختلف
(٢٣٠)