صفرة وأما كل شئ فيه بياض من المطعومات وغيرها فان أكلها بهاء وسرور إلا المخيض فإنه غم شديد لزوال الدسم عنه والمضيرة قليلة الضرر والكشك رزق في تعب ومرض والكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة. والثريد إن كان كثير الدسم فهو ولاية نافعة ودنيا واسعة وإذا كان بغير دسم فإنه ولاية بلا منفعة فان رأى كأن بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد فان الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل فان رأى بين يديه قصعة فيها ثريد كثير الدسم حتى لا يمكنه أكلها دل على أنه يجمع مالا ويأكله غيره فان رأى كأن بين يديه ثريدا لا دسم فيه وليس بطيب الطعم وهو يسرع في أكله حتى يستريح منه دلت رؤياه على أنه يتمنى الموت من ضيق الحال فان رأى كأن بين يديه ثريدا وهو لا يأكل منه مخافة أن ينفد فإنه يخشى الموت مع كثرة ماله من النعمة وإن كانت ثريدة بلا دسم وبخل بلا لحم دل على حرفة نظيفة وورع فان لم يكن فيها دسم البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار، فان كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض السباع فان صاحبها يلي قوما ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه وبين قوم ظالمين تجارة
(٢٣٣)