وأما المائدة فقد روى أن بعضهم رأى كأن هاتفا يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء فقص رؤياه على معبر فقال إنك في عسر وتدعو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجيب لك فكان كما قال. واختلف المعبرون في تفسير المائدة فمنهم من قال المائدة رجل شريف سخى والقعود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه فإن كان معه على تلك المائدة رجال فإنه يؤاخى قوما على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والرغفان الكثيرة الصافية والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مودتهم ومنهم من قال المائدة هي الدين، وقد روى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم (فقال يا رسول الله رأيت البارحة مرجا أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادى عليها وتدعو الناس إلى المائدة فقال صلوات الله عليه وسلامه أما المائدة فالاسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السابعة والنداء فأنا أدعو الخلق إلى الجنة والإسلام) ومنهم من قال المائدة مشورة يحتاج فيها إلى أعوان من عمارة بلدة أو عمارة قرية، ومنهم من قال المائدة امرأة رجل.
(٢٢٣)