ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى ولو رأى كأنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب الله تعالى عليه فان رأى نفسه بين يدي الله عز وجل في موضع يعرفه انبسط العدل والخصب في تلك البقعة وهلك ظالموها ونصر مظلوموها، فان رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك وتعالى نال نعمة ورحمة فان رأى مثالا أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه سبحانه فعبده وسجد له فإنه منهمك في الباطل على تقدير أنه حق وهذه رؤيا من يكذب على الله تعالى، فان رأى كأنه يسب الله تعالى فإنه كافر لنعمة ربه عز وجل غير راض بقضائه.
الباب الثاني في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموما ورؤيا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرى قال: اشتريت جارية أحسبها تركية ولم تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها. قال: فكانت يوما من الأيام نائمة فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول يا مولاي علمني فاتحة الكتاب فقلت في نفسي انظر إلى خبثها