فان رأى عالم كأنه يتصدق فإنه يبذل للناس علمه فان رآها سلطان ولى أقواما، وإن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام وإن رآها محترف علم الاجراء حرفته، ومن رأى كأنه أطعم مسكينا خرج من همومه وأمن إن كان خائفا فان أطعم كافرا فإنه يقوى عدوا وتأويل المسكين هو الممتحن، ومن رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح لقوله تعالى قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ويقضى دينا إن كان عليه ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم.
الباب الثالث عشر في تأويل الصوم والفطر قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم. فقال بعضهم: من رأى أنه في شهر الصوم دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا والخروج من الغموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون فان رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شك يأتيه البيان لقوله تعالى هدى للناس