وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الآخر لبن فقال اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان واليا وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام، وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالا بعضه حلال وبعضه حرام وقيل يصيب مالا في شركة وقيل يأخذ من امرأة مالا ويقع في فتنة والسكر من غير شرب هم وخوف وهول لقوله تعالى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا والسكر من الشراب أمن من الخوف لان السكران لا يفزع من شئ فان رأى أنه سكر ومزق ثيابه فإنه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه ومن شرب خمرا وسكر منها أصاب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطانا بقدر مبلغ السكر منه، وقيل إن السكر ردئ للرجال والنساء وذلك أنه يدل على جهل كثير ورأى رجل كأنه ولى ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره فقصها على ابن سيرين فقال إنهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك وأكل الطير المقلى للتنقل غيبة وبهتان ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز
(٢٤٤)