الله تعالى: صلوا أرحامكم فإن أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم (1).
أقول: قوله: فإنه أبقى لكم الخ إشارة إلى ما ورد مستفيضا: أن صلة الرحم تزيد في العمر وقطعها بالعكس من ذلك، ويمكن أن يستأنس لوجهه كما سيأتي في تفسير قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) (2).
ويمكن أن يكون المراد بكونه أبقى كون الصلة أبقى للحياة من حيث أثرها فإن الصلة تحكم الوحدة السارية بين الأرقاب فيتقوى بذلك الإنسان قبال العوامل المخالفة لحياته المضادة لرفاهية عيشه في البلايا والمصائب والأعداء.
وفي تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه، فليدن منه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد فتنادي: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه: ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان بكم رقيبا، وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض من فوره فإنه يذهب رجس الشيطان) (3).
أقول: والرحم كما عرفت هي جهة الوحدة الموجودة بين اشخاص الإنسان من حيث اتصال مادة وجودهم في الولادة من أب وأم أو أحدهما، وهي جهة حقيقية سائرة بين أولي الأرحام لها آثار حقيقية خلقية وخلقية،