وروحية وجسمية غير قابلة الإنكار وإن كان ربما توجد معها عوامل مخالفة تضعف أثرها أو تبطله بعض الأبطال حتى يلحق بالعدم ولن يبطل من رأس.
وكيف كان فالرحم من أقوى أسباب الالتئام الطبيعي بين أفراد العشيرة مستعدة للتأثير أقوى الاستعداد، ولذلك كان ما ينتجه المعروف بين الأرحام أقوى وأشد مما ينتجه ذلك بين الأجانب وكذلك الإساءة في مورد الأقارب أشد أثرا منها في مورد الأجانب.
وبذلك يظهر معنى قوله عليه السلام: فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه الخ فإن الدنو من ذي الرحم رعاية لحكمها وتقوية لجانبها فتتنبه بسببه وتحرك لحكمها ويتجدد أثرها بظهور الرأفة والمحبة.
وكذلك قوله عليه السلام في ذيل الرواية: وأيما رجل غضب وهو قائم فليلزم الأرض ( الخ) فإن الغضب إذا كان عن طيش النفس ونزقها كان في ظهوره وغليانه مستندا إلى هواها وإغفال الشيطان إياها وصرفها إلى أسباب واهية وهمية، وفي تغيير الحال من القيام إلى القعود صرف النفس عن شأن إلى شأن جديد يمكنها بذلك أن تشتغل بالسبب الجديد فتنصرف عن الغضب بذلك لأن نفس الإنسان بحسب الفطرة أميل إلى الرحمة منها إلى الغضب ولذلك بعينه ورد في بعض الروايات مطلق تغيير الحال في حال الغضب كما في المجالس عن الصادق عليه السلام عن أبيه أنه ذكر الغضب فقال: إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبدا، ويدخل بذلك النار، فأيما رجل غضب وهو قائم فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالسا فليقم، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه وليدن منه وليمسه فإن الرحم إذا مست الرحم سكنت، أقول: وتأثيره محسوس مجرب.
قوله عليه السلام: وإنها متعلقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد (الخ) أي