نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢٨
فما هو الغلط إذا اختصت بطون قريش بالخلافة وحدها ولم يشاركها أحد من بني هاشم بهذا الشرف؟ إن هذه القسمة هي الحل وهي أقرب الحلول للعدل.
للهاشميين النبوة وحدهم ولا يشاركهم بها أحد من البطون، والخلافة لبطون قريش تتداولها بينها ولا يشاركهم بها أي هاشمي.
بطون قريش تتصرف كفريق واحد ومن هنا فإن كافة بطون قريش تصرفت طوال التاريخ كفريق واحد لا فرق بين بطن وبطن طالما أن للجميع هدف واحد وهو منع الهاشميين من الجمع بين الخلافة والنبوة.
ففي سقيفة بني ساعدة قال أبو بكر مخاطبا الحاضرين من الأنصار: " إني ناصح لكم في أحد هذين الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر، فبايعوا من شئتم منهما "، فقال عمر: " معاذ الله أن يكون ذلك، وأنت بين أظهرنا " (1). ومن الطبيعي أن لأبي عبيدة نفس الموقف، فلا فرق بين الثلاثة فكلهم أخوة وكلهم من فريق، ولكن عندما قالت الأنصار: لا نبايع إلا عليا، رفض الثلاثة هذا العرض مجتمعين (2).
وعندما هم أبو بكر بالتنازل عن الخلافة تصدت له قريش وأبت عليه ذلك، فقريش مجمعة على ذلك. انظر إلى قول الولي: " فجزت قريش عني الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي " (3). وقال مرة: " اللهم إني أستعينك على قريش ومن أعانهم فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي أمرا لي " (4). ثم إنه عندما أراد أبو بكر أن يستخلف من بعده كتب له الوصية عثمان فقال أبو بكر: أكتب ثم أغمي عليه فكتب عثمان: " إني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرا "، وعندما أفاق الخليفة من إغماءته قال له

(١) الإمامة والسياسة ص ٩ (٢) تاريخ الطبري ج ٣ ص ١٩٨ وشرح النهج ج 2 ص 265.
(3) ج 3 ص 67 من شرح النهج.
(4) راجع شرح النهج ج 2 ص 103 و ج 1 ص 37 من الشرح.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331