نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٥
نفسه، أما هل هذا الاتفاق عفوي أم ثمرة تخطيط، الله وحده يعلم، لكن المؤكد أن ظهر الشرعية قد قصم تماما في هذه المواجهة.
الثمرة الأولى لهذا التخطيط تمكن هذا الفريق من أن يحول بين النبي وبين كتابة ما يريد، وبرز عمر بن الخطاب كأقوى رجل في هذا الفريق على الاطلاق فهو الذي خاطب الحاضرين:
" إن النبي قد اشتد به الوجع حسبنا كتاب الله "، بمعنى أنه لا حاجة لنا بكتاب النبي " هذا معنا حسبنا يكفينا " وما زاد عن الكفاية فهو لغو ولا ضرورة له. مما شجع مؤيدي هذا الرأي على القول: رسول الله هجر استفهموه إنه يهجر. حاشا لك يا رسول الله. والخلاصة أن الثمرة الأولى للتخطيط كانت الحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما يريد، ولنفترض جدلا أن النبي قد أصر على رأيه ولخص الموقف وقال:
" لا تنسوا بأن الخليفة من بعدي عليا "، فإن هذا القول سيعقد مهمة الفريق وسيضطره في ما بعد لإثبات الهجر مع ما يجره ذلك على الدين نفسه من ويلات وكوارث، فلو رفعوا شعار الهجر فيما بعد لكان الدين نفسه في خطر ولما أمكن التفريق بين ما قاله النبي في هجرة المزعوم وصحوه المؤكد، ففضل النبي (ص) أن يعدل عن كتابة الكتاب ليصون الأهم وهو الدين بدلا من صيانة المهم وهو خلافة علي، فقال لهم:
" قوموا عني ما أنا فيه خيرا مما تدعوني إليه "، وحرج هذا الفريق وهو يتصور أنه المنتصر، وأنه قطف الثمرة، وأن العقبة الكبرى في طريق تحقيق الهدف قد زالت.
التخطيط لهزيمة الهاشميين.
بمواجهة متكافئة وعادلة وشريفة بين قريش والهاشميين، فإن الفائز المؤكد هم بنو هاشم وقد أثبتت وقائع التاريخ ذلك، فقد حاصرت كل بطون قريش مجتمعة بني هاشم ثلاث سنين، وفشل الحصار وانتصر الهاشميون، وقد تآمرت كل بطون قريش على قتل محمد واختارت من كل بطن منها رجلا ليشتركوا بقتل النبي مجتمعين، فيضيع دمه بين القبائل، ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه، وفشلت المؤامرة ونجا النبي وانتصر الهاشميون.
وجيشت بطون قريش الجيوش وحاربت محمدا وبني هاشم، وانتصر محمد
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331