يبايع (1)، وهو نفسه الذي أشار على أبي بكر الصديق بأن يترك لأبي سفيان ما بيده من الصدقات ليضمن ولاءه (2)، وأشار عليه بأن يعين يزيد بن أبي سفيان قائدا لجيش الشام. وهو القوة الهائلة التي وضعت الاستقرار لدولة أبي بكر ولم يطل بقاء الصديق في الحكم طويلا، فانتقل إلى جوار ربه وورث عمر دولة آمنة مستقرة، وانتقلت إليه السلطة بيسر وسهولة وبدون معارضة، وكان الانتقال خطوة طبيعية تتبع خطوة، وعاجلا أم آجلا سيكتشف الباحثون أن للفاروق قدرة هائلة على التخطيط والتنظير ما توفرت لأحد قط من أقرانه فقد قام بدور الهيئة التأسيسية لعصر ما بعد النبوة ورتب كل شئ لمستقبل الحكم في الإسلام، فلن يجمع الهاشميون الخلافة والنبوة أبدا، وستكون الخلافة تداولا في غيرهم، وحقا خالصا لمن غلب بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية وسائل الغلبة.
3 - بروز فكرة التغلب وترجيح التابع على المتبوع نبتت بهذا المواجهة فكرة التغلب وترجيح التابع على المتبوع أو المساواة بين التابع والمتبوع، وخلق حالة من الشبهات والحيرة مع من يكون الصواب، هل هو مع التابع أو مع المتبوع؟.
فحجة الفاروق أن النبي قد اشتد به الوجع، وكتابة الكتاب بمثل هذه الحالة قد تشكل خطرا، وشايع الفاروق بذلك مجموعة من الصحابة، وهذا شك، وحجة الطرف الآخر أن محمدا ما زال نبيا وسيبقى نبيا حتى تصعد روحه الطاهرة إلى باريها، وأنه لا ينطق عن الهوى وهذا يقين، فترك اليقين إلى الشك غير معقول!! والمرض ليس مانعا من القول.
حادثتان مشابهتان الأولى: لقد مرض الصديق واشتد به الوجع كما يجمع على ذلك كل أتباع