النبوي؟ من يرفض التأمين ضد الضلالة؟ ولماذا ولمصلحة من؟ ثم إن من حق كل مسلم أن يوصي، ومن حق أي مسلم أن يقول ما يشاء قبيل موته والذين يسمعون قوله أحرار فيما بعد بإعمال هذا القول أو إهماله، هذا إذا افترضنا أن محمدا مجرد مسلم عادي وليس نبيا وقائدا للأمة. فتصدى عمر بن الخطاب له ووجه كلامه للحضور وقال: إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: " قربوا يكتب لكم رسول الله كتابا لا تضلوا بعده أبدا ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله: قوموا عني " (1).
وفي رواية ثانية أن الرسول (ص) عندما قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا تنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: هجر رسول الله. قال النبي: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه " (2).
وفي رواية ثالثة: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " فقالوا: إن رسول الله يتهجر " (3).
وفي رواية ثالثة للبخاري أن النبي قال: " ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده " قال عمر بن الخطاب: إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وأكثروا اللغط، قال النبي: " قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع.... " (4).