ذريتي في صلب علي " (1). وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله): " كل بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم " (2)، وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله) أيضا: " وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي... " (3) وقوله مشيرا لعلي: " هذا أخي وابن أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي.... (4)، وليس صدفة أن تنحصر ذرية النبي بولد فاطمة، وقد أحيطت الأمة علما بذلك وعلمت علم اليقين أنه ليس للنبي ولد إلا ولد فاطمة، وطالما ردد بنشوة عارمة أمام جموع الصحابة: " هذا ابني الحسن، وهذا ابني الحسين، وإن الله سماهما باسميهما فهما سيدا شباب أهل الجنة في الجنة وريحانتاي من هذه الأمة ".
وبالرغم من المحاولات المستميتة لإبادة نسل النبي (ص) في ما بعد وبالرغم من سم الحسن وقتل الحسين، إلا أنه قد تحدر من هذه السلالة المباركة اثنا عشر إماما وآخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
سكن النبي وخليفته من بعده نظمت العناية الإلهية حتى سكن النبي وخليفته من بعده واستقطبت حوله الأسماع والأذهان ليبقى هذا التمييز واضحا.
وقف الرسول خطيبا فقال: " إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في المسجد وأخرجتهم، والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه. إن الله عز وجل قد أوحى إلى موسى أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد منكم أن ينكح فيه النساء إلا هو " (5).