نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦٧
وترسخت العقيدة، وطبعت الأحكام، وقام نظام الدولة وترأسها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مدة عشر سنوات.
لكن طبيعة الإسلام كآخر دين، وطبيعة قواعده المتعمقة بالعموم والشمول، وطبيعة المهمة الملقاة على عاتق المسلمين والمتمثلة بتقليص رقعة الكفر، وهداية الجنس البشري تقتضي بالضرورة وجود مرجعية بعد وفاة الرسول (ص)، وهذا أمر من البداهة بحيث أنه لا يحتاج إلى دليل لولا التقليد الأعمى، والتسليم بالواقع، وفطرة أغلبية الناس بإطاعة الغالب.
سيقول البعض - وخاصة الأحزاب الدينية العربية - إن علماء المسلمين هم المرجع بالمعنى الذي تقصده. والخليفة هو مرجع المراجع أيضا. ونحن نجيبهم بأن قولكم الأول غير عملي، فماذا يكون الموقف لو أن علماء المسلمين - على فرض إمكانية جمعهم في مكان واحد - قد افترقوا على فرقتين أو ثلاثة أو أكثر، وكل مجموعة لها وجهة نظر مستندة إلى ظاهر من الشرعية، وكلهم عمالقة بفقههم، وأصر كل فريق على رأيه، فأي فريق نتبع؟ وأي رأي ننفذ؟ ستقول الأحزاب الدينية العربية: إن الحاكم يتبنى الرأي الذي يراه مناسبا من هذه الآراء خلال فترة حكمه!!
إذن هم يعترفون أن الحاكم هو المرجع أو هو الذي يقوم بدور المرجع بوصفه خليفة النبي، ولكنكم تعلمون أنه قد توالى على رئاسة الدولة أعداد لا حصر لها من الخلفاء منهم التقي كعلي وأبي بكر، ومنهم أيضا مروان بن الحكم ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد ابنه، ومنهم ترأس الدولة بالطريقة الشرعية، ومنهم ترأس الدولة ودانت له الناس لأنه الغالب وبحكم الحال والاضطرار. فمروان ليس عالما وغير مؤهل لاختيار الحكم الأمثل.
الحاجة لمرجعية بعد وفاة النبي رأينا أن كل نبي على الاطلاق مرجع بالضرورة، كلفه الله تعالى بمهام ووظائف وسيد الأنبياء وخاتمهم محمد (صلى الله عليه وآله) قاد الدعوة إلى الله فنجحت دعوته، وأسفرت عن دولة طبقت قواعد العقيدة الإلهية بيانا كاملا نظريا وعمليا، وأعلن الله أنه قد أكمل للمسلمين دينهم وأتم عليهم نعمته. وخير النبي
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331