مكره على الامتناع عنه.
والأمر الذي يتناسب مع نظرية الابتلاء الإلهية هو أن يرزق الإنسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل بعد أن بين له الله الحق من الباطل ويؤتيه القدرة على فعل الحق وفعل الباطل. ثم يبين له الله الحق من الباطل المباح والحلال والحرام، ثم يعطي الإنسان بعد ذلك الحرية ليعمل الحق بإرادته وحريته ورضاه أو يأتي الباطل بحريته ورضاه وإرادته. هنا فقط يستحق الإنسان المكلف الثواب إذا أصاب والعقاب إذا أخطأ.
تلك هي الأرضية التي انطلقت منها فكرة الرسالات الإلهية إلى بني البشر، وانطلقت منها فكرة المرجعية كضرورة من ضرورات بيان الرسالات الإلهية، فدارت فكرة الرسالة الإلهية حول محورين:
1 - رسول يبلغ الرسالة وهي مرجعها الأرضي.
2 - رسالة لها مضمون يتعذر تبليغها بدون رسول أو مرجع. وهذه الرسالة معدة من قبل الله وهي مشروع هداية إلهية. فالله تعالى هو المرجع الأعلى للرسول في كل ما يتعلق بالرسالة ومضمونها وبيانها.
فالخطوة الأولى هي اختيار الرسول أو المرجع.
والخطوة الثانية هي إفهام الرسول مضامين هذه الرسالة الإلهية (العقيدة).
والخطوة الثالثة هي قيام الرسول بتبليغ هذه الرسالة لأصحابها وبيانها بيانا كاملا، ورصد ردة فعلهم عليها ليكون هو الشاهد. الناس يرجعون إلى الرسول بوصفه المرجع الذي يفهم الرسالة فهما يقينيا، وما أشكل على الرسول من أمور الرسالة يرجع به إلى الله. تلك حقيقة لا يجادل بها إلا جاهل.
كان الرسول - أي رسول - هو المرجع لمن اتبعه ليوضح وليبين للأتباع ومن بلغ مضامين الرسالة وكيف تتحول هذه المضامين الإلهية من النصوص النظرية إلى التطبيق العملي، وكيف تنفذ على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
فإذا مات الرسول - أي رسول - فإن العقيدة باقية بالضرورة ما دام لها أتباع ويستدعي بالضرورة وجود مرجع ليقوم بدور البيان والشهادة. وهذا من ضرورات الرسالة، وعملية الابتلاء أن يكون للعقيدة الواحدة مرجع واحد ليقوم بقيادة مسيرة