2 - القرابة البعيدة من رسول الله، فقد حكموا لأنهم من عائلة النبي (قريش) فأخذوا الغنم كله وخصوا القرابة القريبة بالغرم كله.
عزل العترة الطاهرة النتيجة المنطقية أن عزل الإمام بعد وفاة فاطمة، وتجلت رغبة عزل الإمام عن بني هاشم بمحاولة اجتذاب العباس إلى السلطة وإغرائه ببعض الأمر له ولعقبه. لكن العباس رفض ذلك رفضا قاطعا، ورد ردا حاسما على السلطة الراشدة. ومع الأيام عزلت القرابة القريبة الطاهرة عن بني هاشم وعن آل البيت وعن الناس لأنه وبالمعيار الموضوعي فإذا قدر للشخص العادي أن يختار بين السلطة وبين خصومها فإنه سيختار جانب السلطة لأنها هي الجانب القوي المالك لزمام الأمور. فكانت أغلبية الأمة مع الحكام. وأقليتها مع أهل البيت، أو كما عبر الشاعر: القلوب مع أهل البيت والسيوف عليهم ومع أعدائهم. فعمرو بن سعد بن أبي وقاص الذي قاد جيش الخليفة ضد الحسين وأهل البيت في كربلاء صلى الصبح وقال: اللهم صل على محمد وآل محمد وبعد أن أنهى الصلاة قام بقتل الموجودين من أهل بيت محمد، ولم يكتف بقتلهم بل قطع رؤوسهم كلهم، كما يجمع على ذلك ثقات المؤرخين، وسلبوا أهل البيت حتى لباسهم وهم أموات. وتحركت الخيول فوطئت جثة الحسين وجثث من معه من أهل البيت تقربا إلى ابن زياد وإلى يزيد بن معاوية. ولله في خلقه شؤون.
وتلك ثمرة من ثمرات المقولة " لا ينبغي أن يجمع الهاشميون النبوة مع الملك ".
تأويل الخصوصية ما ثبته الله لن يهزه البشر، وما وضعه الخالق لن يغيره المخلوق، أدرك الحكام أن خصوصية أهل البيت لن تتغير مهما فعلوا بهم. فالصلاة عليهم مفروضة وطهارتهم واردة في القرآن الكريم، وولايتهم على الأمة ثابتة، والنصوص بفضلهم آخذة بالأعناق. وحتى لو تم إبادة أهل البيت إبادة تامة فإن هذه الخصوصية ستبقى شبحا يلاحق الحكام ليلا نهارا. ومن هنا لا بديل عن تأويل هذه الخصوصية.