نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٠
أحيط بهم. إنه لا يوجد طريقة في الدنيا يمكن أن تجعلهم في مرتبة أهل البيت إلا نظرية عدالة كل الصحابة بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي. فهي تساوي بين من أسلم من قبل الفتح وقاتل وبين من أسلم بعد الفتح. تساوي بين القاتل والمقتول، والمحاصر والمحاصر، وبين المهاجر والطليق، وبين المؤمن والمنافق، وتعطيهم جميعا نفس الصفة (العدالة). فعلي بن أبي طالب من أهل البيت وصحابي، ومعاوية بن أبي سفيان صحابي. هذا عادل وهذا عادل، هذا مجتهد وهذا مجتهد، هذا في الجنة وهذا في الجنة، وكلاهما منزه عن الكذب. علي أول من أسلم، وولي الله بالنص، وحامل لواء النبي في كل معاركه، وبطل الإسلام في كل مواقعه، هو تماما كمعاوية الذي حارب وأبوه الإسلام في كل المواقع، وأسلما بعد ما أحيط بهما!!!
العدالة الوضعية ترفض هذا التكييف، ومن باب أولى أن ترفضه عدالة السماء، الله فرق بين الاثنين، ونبيه فرق بين الاثنين، والأعمال فرقت بين الاثنين، فمن أمرنا بمساواتهما؟ وما هو الدليل على ذلك غير نظرية عدالة الصحابة؟.
تلك النظرية التي وجدت أصلا للقضاء على الفوارق بين المتقدمين والمتأخرين، بين المجاهدين والقاعدين، بين الأولين والآخرين.
فما وجدت نظرية عدالة كل الصحابة وما خلصت صفة العدالة على الجميع إلا لغايات منافسة العدالة للطهارة التي اختص الله بها أهل بيت نبيه.
- مثال من الواقع:
علي عميد أهل البيت بالنص، وولي الأمة بالنص، وأول من أسلم بالنص، ومجاراة للذين يكرهون أن يكون الأول هو ثاني من أسلم بالنص، والحق معه يدور حيث دار بالنص، وموالاته موالاة لله بالنص، ومعاداته معاداة لله بالنص، وهو صحابي باعتراف كل الذين أسسوا نظرية عدالة الصحابة، وهو مبشر بالجنة. فإذا كان علي صحابيا، فلماذا فرضتم لعنه فوق كل المنابر وفي كل الأمصار الإسلامية؟
ولماذا لعنتموه وشتمتموه فعلا؟ ألستم أنتم الذين حددتم عقوبة من يشتم الصحابي فقلتم: إنه زنديق، لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه؟ أم أن عدالة كل الصحابة
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331