مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٣
خاص به ومستقل عن فقه أهل بيت النبوة، ولم يدع أحد منهما أنه أعلم من الإمام الشرعي الذي كان معروفا " في زمانه كل ما في الأمر أن الرجلين كرها ظلم خليفة البطون وظلم دولته، وتعجلا الشهادة فنالاها، ولأنهما من أهل بيت النبوة، ولأنهما اعتبرا رمزا " للشجاعة والتضحية في زمانهما قال أتباعهما بإمامتهما بعد موتهما، وأن كلمة إمام صارت تطلق على من هو أقل من الرجلين الشريفين شأنا " فسمي أصحاب المذاهب الأربعة بالأئمة، وسمي أصحاب الصحاح الستة بالأئمة، وسمي كبار المفسرين بالأئمة، وقد شجعت دولة البطون هذا التوجه لتسحب تمييز إمام أهل البيت النبوة وتعممه على أكبر عدد ممكن، وصولا " إلى إبطال مفاعيله تماما " كما عممت فكرة العدالة على جمع الصحابة، وصولا " إلى إبطال مرجعية أهل بيت النبوة وطهارتهم، فقيل عن كل من الزيدين إمام مع أنة لم يقل هذا عن نفسه.
وليس من المستعبد أن تكون دولة البطون قد شجعت هذا التوجه لتظهر أهل بيت النبوة في مظهر المختلفين اللاهثين وراء الإمامة بمعناها الشرعي واللغوي.
ويبدو أن أنصار الإمامين (الزيديين) في أكثريتهم من أهل السنة الذين كرهوا الظلم وأحبوا البطولة، وليس أدل على ذلك من قولهم بإمامة المفضول مع وجود الأفضل، ليجوزوا إمامة أبي بكر وعمر وعثمان مع وجود علي، وهو الأفضل برأيهم. والدليل الثاني أن أحكامهم السياسية توفيقية، بمعنى أنها لا تريد إثارة العامة، وتضحي بالنص طلبا " للسلامة والوفاق الوطني! ثم إنه ليس للزيديين فقه خاص بهم ما جعلهم عالة على الفقه الحنفي لأن أبا حنيفة كان يتعاطف مع زيد بن علي ويقول بشرعية ثورته. ويلوح لي أن أكثر أتباعه أصناف قد التزموا بالفقه الحنفي وإن خلعوا عليه رداء أهل بيت النبوة وعباءتهم للتبرك!
2 - الإسماعيلية: وهم أصحاب إسماعيل بن جعفر الصادق الذين أنكروا موته في حياة أبيه، وزعموا أنه لا يموت حتى يملك الأرض، فيقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم لأن أباه أشار إليه بالإمامة (1).

(1) راجع: أصل الشيعة وأصولها للإمام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، ص 136.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257