مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٤
من المؤكد أن الإسماعيلية يقولون بإمامة علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق، ويبدو أنهم فقدوا الاتصال بحلقة الأئمة فظنوا أن الإمام من بعد جعفر الصادق هو ابنه الكبير إسماعيل، وعندما قيل لهم:
إن إسماعيل قد مات حال حياة والده أنكروا ذلك. وقد صوروا إسماعيل في صورة المهدي المنتظر، فالإسماعيلية كانت منقطعة عن المصدر اليقيني للمعلومات وهو الإمام، وربما كان الدعاة بعيدين عنه، ولم يجالسوه، لأن مجالسة الإمام وبحث هكذا أمور في غاية العسر والشدة، فعيون دولة البطون تجوب دوما " حول الإمام وتحصي عليه حركاته وسكناته، وحركات الذين يتصلون وسكناتهم لتتأكد من طبيعة هذه الاتصالات كل ذلك يدفعنا إلى الاعتقاد أن إمامة إسماعيل اجتهادية كان القصد منها إقامة علم لأتباع أهل البيت والمتعاطفين معهم في منطقة معينة، وإضفاء الشرعية على سادة هذه الحركة وقادتها.
ومن المؤكد، أيضا "، أن (التكتيك) قد اختلط عندهم بالأصول وأن كثيرا " من معارفهم وتوجهاتهم لا تمت لأهل البيت بصلة، بمعنى أنهم لم يعلموها لأعضاء الفرقة الإسماعيلية إنما هي من قبيل الافتراض، أو من اجتهاد قادة هذه الحركة.
وليس من المستبعد أن تكون عواطفهم صادقة نحو أهل بيت النبوة، ولكنها كانت بحاجة إلى التوجيه المباشر من الأئمة، وهذا ما افتقرت إليه الحركة الإسماعيلية، بمعنى أن أمرها لم يكن بيد الأئمة، وأنها فقدت الاتصال بهم وعوض القائمون عليها عن ذلك بالافتراض أو الاجتهاد.
3 - الواقفية: تطلق هذه التسمية على غير فرقة من فرق الشيعة، وتتمثل في من قال بإمامة أحد الأئمة ووقف بعد موته، وقال: إنه القائم المنتظر. فالإسماعيلية من الواقفية وبعض أتباع موسى بن جعفر من الواقفية، وتعزى ظاهرة الواقفية إلى فقدان الصلة بين الأتباع وبين إمام زمانهم، وعدم القدرة على الاختلاط به والاستماع إليه ومعرفة حقيقة الحال، ووراء هذه الظاهرة أحيانا " استبداد القائمين على هذه الجماعة أو تلك ورغبتهم الجامحة في الاستيلاء على ما في أيديهم من أموال جمعت باسم الإمام.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257