بيت النبوة عامة كتمت ولاءها وتشيعها، وتظاهرت بتقبل ما حدث حفظا " لحياتها ومصالحها، وبقيت عقيدتها بالتشيع على بساطتها التي كانت سائدة في زمن الرسول، فهي تؤمن بالقرآن وبيان النبي لهذا القرآن قانونا " أبديا " للأمة، وتؤمن بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيت النبوة قيادة أبدية للأمة من بعد النبي، ولكنها اضطرت لإخفاء هذا الإيمان. بمعنى أنه لم يكن للشيعة فرق في هذا العهد إنما كانوا فرقة واحدة.
عودة النهج العام للتشيع:
بعد مقتل خليفة بطون قريش الثالث عثمان، وتسلم الإمام علي منصب الخلافة، رفع جميع القيود التي وضعها الخلفاء الثلاثة، وأخذ يكشف النقاب ويذكر الأمة بالنصوص الشرعية التي عالجت منصب القيادة من بعد النبي. ولم تمض آونة بسيطة على حكمه حتى أدركت الأكثرية الساحقة من المسلمين، أن المياه قد عادت إلى مجاريها، وأن الحق قد عاد إلى صاحبه، وشعرت كأنها استفاقت من حلم، وأعلنت الفئة المؤمنة حقيقة إيمانها وفتح الإمام بعض مغاليق علمه بالقدر الذي تتحمله العامة، وعادت سيرة البطل لتشق طريقها إلى الأسماع من دون قيود، وبهر الجميع بمسلك الإمام الشخصي وعدله وجلال قدره، فالتفت حوله قلوب المخلصين فتشيعوا له ولأهل بيته، وتشيعت البقية أو تظاهرت بالتشيع. وصار التشيع لأهل بيت النبوة النهج العام للمجتمع، بعد القضاء على حزب عائشة وطلحة والزبير، ودانت البلاد الإسلامية لحكم الإمام وقيادته ولم تبق إلا ولاية الشام التي أعلنت عصيانها له بقيادة معاوية بن أبي سفيان. خلال هذه الحقبة كانت الشيعة فرقة واحدة ولعقيدتها البساطة التي كانت سائدة في عهد النبي و تقوم هذه العقيدة على حديث الثقلين الذي يؤكد أن قيادة الأمة حق خالص لأئمة أهل بيت النبوة.
الاختلاف ونشوء الفرق:
وقف الصحابة المخلصون جميعهم مع الإمام علي في سلمه وحربه ومعهم عامة المسلمين، ووقفت بطون قريش ومعها المنافقون والمرتزقة من الأعراب