مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٥
بيت النبوة عامة كتمت ولاءها وتشيعها، وتظاهرت بتقبل ما حدث حفظا " لحياتها ومصالحها، وبقيت عقيدتها بالتشيع على بساطتها التي كانت سائدة في زمن الرسول، فهي تؤمن بالقرآن وبيان النبي لهذا القرآن قانونا " أبديا " للأمة، وتؤمن بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيت النبوة قيادة أبدية للأمة من بعد النبي، ولكنها اضطرت لإخفاء هذا الإيمان. بمعنى أنه لم يكن للشيعة فرق في هذا العهد إنما كانوا فرقة واحدة.
عودة النهج العام للتشيع:
بعد مقتل خليفة بطون قريش الثالث عثمان، وتسلم الإمام علي منصب الخلافة، رفع جميع القيود التي وضعها الخلفاء الثلاثة، وأخذ يكشف النقاب ويذكر الأمة بالنصوص الشرعية التي عالجت منصب القيادة من بعد النبي. ولم تمض آونة بسيطة على حكمه حتى أدركت الأكثرية الساحقة من المسلمين، أن المياه قد عادت إلى مجاريها، وأن الحق قد عاد إلى صاحبه، وشعرت كأنها استفاقت من حلم، وأعلنت الفئة المؤمنة حقيقة إيمانها وفتح الإمام بعض مغاليق علمه بالقدر الذي تتحمله العامة، وعادت سيرة البطل لتشق طريقها إلى الأسماع من دون قيود، وبهر الجميع بمسلك الإمام الشخصي وعدله وجلال قدره، فالتفت حوله قلوب المخلصين فتشيعوا له ولأهل بيته، وتشيعت البقية أو تظاهرت بالتشيع. وصار التشيع لأهل بيت النبوة النهج العام للمجتمع، بعد القضاء على حزب عائشة وطلحة والزبير، ودانت البلاد الإسلامية لحكم الإمام وقيادته ولم تبق إلا ولاية الشام التي أعلنت عصيانها له بقيادة معاوية بن أبي سفيان. خلال هذه الحقبة كانت الشيعة فرقة واحدة ولعقيدتها البساطة التي كانت سائدة في عهد النبي و تقوم هذه العقيدة على حديث الثقلين الذي يؤكد أن قيادة الأمة حق خالص لأئمة أهل بيت النبوة.
الاختلاف ونشوء الفرق:
وقف الصحابة المخلصون جميعهم مع الإمام علي في سلمه وحربه ومعهم عامة المسلمين، ووقفت بطون قريش ومعها المنافقون والمرتزقة من الأعراب
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257