مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٤
إلغاء النهج العام للتشيع وتجميده:
عندما نجحت بطون قريش في انقلابها الذي قاده صهرا النبي، واستولت بالقوة والتغلب والقهر على منصب الخلافة اتخذت سلسة من التدابير والقرارات المؤلمة، نجحت، من خلالها، بإلغاء النهج العام الذي رسمه النبي للتشيع لعلي بن أبي طالب بخاصة وأهل بيت النبوة بعامة، فبدلت رسميا " واجب الولاء لأهل بيت النبوة بالولاء لقريش، وجعلت الولاء لخليفة البطون بديلا " من الولاء لعلي بن أبي طالب، وجمدت التشيع تجميدا " كاملا " من عدة طرق هي:
1 - منع رواية الأحاديث النبوية المتعلقة بالتشيع لأهل بيت النبوة بعامة ولعلي بخاصة وكتابتها، وحرق المكتوب منها.
2 - تحطيم الرموز التي ينبغي شرعا " على الناس أن يوالوها. فقد جر الخليفة الإمام علي بن أبي طالب جرا "، وهدد بالقتل إن لم يبايع، وشرع جيش الخليفة في حرق بيت فاطمة بنت الرسول محمد على من فيه، وفيه فاطمة والحسن والحسين سبطا الرسول.
3 - حرمان أهل بيت النبوة من حقهم في ميراث النبي، ومصادرة المنح التي أعطاها لهم النبي حال حياته! وحرمانهم من حقهم في الخمس الوارد في آية محكمة.
4 - حرمان أهل بيت النبوة من تولي الوظائف العامة وأوضحت البطون لهم بأنه إذا ما أرادوا العيش فإن عليهم أن يقفوا أذلة أمام بيت الخليفة ليأخذوا حاجتهم من المأكل والمشرب! واستعملت سلطات الدولة ونفوذها لصد الناس عن موالاة علي وأهل بيت النبوة ونجحت في ذلك.
ومن خلال هذه التدابير المؤلمة استطاعت دولة البطون أن تعزل عليا " وأهل بيت النبوة اجتماعيا " وسياسيا " واقتصاديا "، وأن تذلهم إذلالا " بالغا "، وأن تظهرهم في مظهر الذين لا حول لهم ولا قوة. وما يعنينا أن دولة البطون ألفت، رسميا " وعمليا "، النهج العام للتشيع الذي رسمه النبي، وجمدت التشيع تجميدا " تاما "، والقلة التي اختارت الوفاء بعهد الله رسوله، والبقاء على ولائها وتشيعها لعلي خاصة وأهل
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257