بسقوط آخر سلاطين بني عثمان; إلا أن الثقافة التي زرعتها في نفوس العامة عن الشيعة والتشيع، بمعناه (العرفي) الجديد، لم تسقط بعد، بل ما زالت ضاربة الجذور في نفوس العامة عموما " والحركة الوهابية خصوصا "، وبقيت هذه الثقافة، جزءا " لا يتجزأ من معتقدات العامة. وهذا يتعارض مع توجه الأمة لتوحيد كلمتها وجهدها في مواجهة أعدائها!
إنه لمن المدهش حقا " أن يتمكن أهل بيت النبوة من المحافظة على تواصل بقائهم في هذا المناخ العاصف.
ومن المثير للدهشة، أيضا "، أن يبقي لأهل بيت النبوة شيعة تتبنى قضيتهم وتقول بحقهم بالإمامة والولاية والقيادة أمام هذه الأمواج العاتية من العداء في الوقت الذي تتبعثر فيه كل الشيع ويتحول فكرها وقادتها إلى مجرد كلمات مختصرة في صفحات التاريخ.
صفوة المجتمع والخلاصة أن التشيع يعني موالاة القيادة الإلهية، أي الصفوة، وأن الشيعة هم قمة الوعي وهم الصفوة والنماذج الإسلامية المتحركة، وبهذا وصفهم الإمام محمد الباقر عليه السلام بقوله: (ما شيعتنا إلا من أتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء) (1).
فرق الشيعة استقر معنى كلمة (الشيعة) للدلالة على كل أولئك الذين يؤمنون بحق أهل بيت النبوة بالإمامة أو القيادة أو الولاية أو المرجعية من بعد النبي، بغض النظر عن درجات هذا الإيمان ودوافعه. والشيعة متفاوتون في هذا الإيمان. وهذا التفاوت