مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣٤
من جهة وبين بطون قريش ومن والاها من جهة أخرى بمعنى أن العالم العربي المشرك قد انقسم عمليا " إلى معسكرين. أحدهما محمد وبنو هاشم (وأصحاب محمد القلة) وثانيهما الأمويون بخاصة وبطون قريش بعامة ومن والاهم من العرب. وبطون قريش لم تواجه محمدا " وبني هاشم لتعبر عن ولائها وحبها لدين الشرك، أو خوفا " من دين الإسلام وكراهية له إنما واجهتهم لأنها اعتبرت النبوة زعامة وقيادة، وهي ترفض رفضا " مطلقا " نبوة بني هاشم وزعامتهم وقيادتهم، وقد قدرت أن النبوة والدين الجديد ما هما إلا غطاء استعمله محمد والهاشميون لنسف الصيغة السياسية الجاهلية القائمة على اقتسام مناصب الشرف بين بطون قريش، وكيد كاده الهاشميون ليتفردوا بكل الشرف والفخر، وليحرموا بطون قريش منها!
لذلك هانت على بطون قريش معاداة محمد وبني هاشم ومعاداة أوليائهم (أصحاب محمد) فلم تواجه (أصحاب محمد) لأنهم تركوا دين الشرك، أو لأنهم دخلوا في الإسلام الذي جاء به محمد، إنما واجهتهم لأنهم تبرعوا من دون الناس بتأييد (المطامع الهاشمية والبغي الهاشمي المتمثل بمحاولة محمد والهاشميين التفرد بالقيادة والفخر والشرف وحرمان بطون قريش من هذا كله) هذا هو سر اندفاع بطون قريش في عداوة محمد والهاشميين، و (عداوة أصحاب محمد) الذين شكلوا مع النبي ومع الهاشميين طرف المواجهة الآخر، وتحملوا المشاق والمتاعب وكافة آثار تلك المواجهة الأليمة.
هزيمة البطون القريشية واجهت بطون قريش محمدا " وآله (وأصحاب محمد) بضراوة بالغة وجرعتهم أمر كؤوس العذاب، خلال مدة ال‍ 23 عاما " أو ال‍ 15 عاما " التي قضاها النبي في مكة قبل الهجرة، وتوجت البطون تلك المرحلة بمؤامرة جماعية استهدفت حياة النبي. لكن المؤامرة فشلت، ونجح النبي في هجرته. وبسرعة مذهلة، كون النبي جبهة إسلامية في يثرب تتألف: 1 - من مهاجري مكة، 2 - ومن مسلمي قبيلتي الأوس والخزرج ومن والاهم، 3 - ومن المتظاهرين منهم بالإسلام (المنافقون).
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257