لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٣٦
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت بيننا الكثب تهجمتنا رجال واستخف بنا * دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا وقد كنت للخلق نورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب فكثر البكاء من الحاضرين.
وكان أبو بكر قد ندم على سلوكه هذا كما تقدم. ثم هو الذي أوصى - إن مات - أن يدفن إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وآله واستأذن ابنته في أن يدفن فيما ورثته من أرض الحجرة، ولو كانت تركة النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين جميعا، لكان أبو بكر استأذنهم جميعا (6).
وكما يذكر البخاري والبيهقي وابن كثير وغيرهم أن عمر بن الخطاب رد فدكا إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله فيترتب على ذلك أن عمر بن الخطاب قد خالف الشرع وأعطى آل البيت (ع) ما ليس حقا لهم. غير أن الواقع هو السياسة، ثم جاء عثمان وأغتصبها منهم مجددا وأقطعها مروان، وبقيت كذلك حتى جاء عمر بن عبد العزيز ثم اغتصبت وهكذا دواليك.
وإذا ثبت أن أبا بكر هو المنفرد برواية (الإرث)، على أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أسر له بذلك، فكيف يخفي الرسول صلى الله عليه وآله على بنته وأقربائه وهم المعنيون بذلك.
وعلى أثر هذا الأجراء، غضبت فاطمة الزهراء، ودعت على أبي بكر وعمر، وتوفيت وطلبت من بعلها علي (ع) أن يصلي عليها ويدفنها خفية ولا يجهر بجنازتها ويخفي قبرها وفعل، وكذلك راحت الصديقة الطاهرة، تحمل في قلبها كربا، لو كان أبوها حيا ما كان لأحد منهم أن يقترب من حقوقها.
ولكن الرسول صلى الله عليه وآله قد راح إلى رحاب الله، وترك أبناءه لأمة تسلط عليها شرارها. ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

(٦) - فدك في التاريخ - محمد باقر الصدر.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405