وزاده بسطة في الجسم فكان بحق أسد الله الغالب وأصبحت قوته وشجاعته مضرب الأمثال عبر الأجيال حتى روى المؤرخون فيها قصصا تقارب المعجزات كاقتلاع باب خيبر وقد عجز عن تحريكه فيما بعد عشرون صحابيا (1) واقتلاع الصنم الأكبر هبل (2) من فوق سطح الكعبة، وتحويل الصخرة العظيمة التي عجز الجيش كله عن تحريكها (3) وغير ذلك من الروايات المشهورة.
وقد أشاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بابن عمه علي وأبان فضله وفضائله في كل مناسبة وعرف بخصائصه ومزاياه فمرة يقول:
" إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا " (4).
ومرة يقول له:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (5).
وأخرى يقول:
" من أراد أن يحيا حياتي، ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة " (6).
والمتتبع لسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يجده لم يكتف بالأقوال والأحاديث فيه فحسب بل إن أقواله تجسدت في أعماله فلم يؤمر في حياته على علي أحدا من الصحابة بالرغم من تأميرهم على بعضهم البعض فقد أمر على