أما روايات الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في فضائل ذلك اليوم فحدث ولا حرج، والحمد لله على هدايته أن جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والمحتفلين بعيد الغدير.
وخلاصة البحث أن حديث الغدير " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار " هو حديث أو بالأحرى هي حادثة تاريخية عظيمة أجمعت الأمة الإسلامية على نقلها، فقد مر علينا ذكر ثلاثمائة وستين من علماء أهل السنة والجماعة وأكثر من ذلك من علماء الشيعة.
ومن أراد البحث والمزيد فعليه بكتاب الغدير للعلامة الأميني.
وبعد الذي عرضناه لا يستغرب أن تنقسم الأمة الإسلامية إلى سنة وشيعة، تمسكت الأولى بمبدأ الشورى في سقيفة بني ساعدة، وتأولت النصوص الصريحة وخالفت بذلك ما أجمع عليه الرواة من حديث الغدير، وغيره من النصوص.
وتمسك الثانية بتلك النصوص فلم ترض عنها بدلا وبايعت الأئمة الاثني عشر من أهل البيت ولم تبغ عنهم حولا والحق أنني عندما أبحث في مذهب أهل السنة والجماعة خصوصا في أمر الخلافة، أجد المسائل مبنية على الظن والاجتهاد، لأن قاعدة الانتخاب ليس فيها دليل قطعي على أن الشخص الذي نختاره اليوم هو أفضل من غيره لأننا لا نعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولأننا في الحقيقة مركبون من عواطف وعصبيات وأنانية كامنة في نفوسنا وستلعب هذه المركبات دورها إذا ما أوكل إلينا اختيار شخص من بين أشخاص.
وليست هذه الأطروحة خيالا أو أمرا مبالغا فيه، فالمتتبع لهذه الفكرة، فكرة اختيار الخليفة سيجد أن هذا المبدأ الذي يطبل له لم ينجح ولا يمكن له أن ينجح أبدا.
فهذا أبو بكر زعيم الشورى بالرغم من وصوله إلى الخلافة (بالاختيار