حقيقة الشيعة الإثني عشرية - أسعد وحيد القاسم - الصفحة ٨٠
بني أمية والعباس في قمع أي حركة معارضة لسلطانهم، وخصوصا آل البيت النبوي الذين كانوا ملاحقين دائما بالاضطهاد والتشريد والقتل والتعذيب.
ولم يقتصر هذا الظلم ضد آل البيت النبوي فحسب، فقد كان من ضمن ضحايا الاستبداد الأموي من غير آل البيت عبد الله بن الزبير مثلا، حيث سجل التاريخ ذلك المشهد المأساوي في الحرم المكي عندما ذبح وسلخ ابن الزبير والذي لم تشفع له قدسية هذا المكان الذي كانت حتى الجاهلية تقدسه وتعظمه ولا تستبيح فيه دماء الوحش فضلا عن البشر، ولم تشفع له الكعبة عند حكام بني أمية والتي تعلق بستائرها؟؟ والتي حتى رميت بالمنجنيق في عهد عبد الملك بن مروان الذي أطلق العنان ليد طاغيته الحجاج ليقتل ولذبح الناس بغير حق. وقد قال فيهما الحسن البصري: " لو لم تكن لعبد الملك سيئة سوى الحجاج لكفته "، وقول عمر بن عبد العزيز (رض): " لو جاءت كل أمة بطاغيتها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم ". فضلا عما عرف من تمزيق الوليد بن عبد الملك لكتاب الله وغير ذلك الكثير الكثير. فهل تؤهل هذه الأعمال صاحبها أن يكون مسلما فضلا عن أن يكون خليفة للمسلمين وأميرا للمؤمنين؟؟
لا شك أننا اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في تأريخنا (*) الإسلامي وإمعان النظر في كثير من الحوادث فيه واستنطاقها لما لها من ارتباط وثيق برسم معالم المذاهب الإسلامية التي عليها المسلمون اليوم، ولما فيها ما يساعد على معرفة حقيقة هذه الطائفة أو تلك بعيدا عن الظلم والتجني. فبسبب تلك الحوادث تفرع المسلمون عن الخط الإسلامي المحمدي الأصيل وأصبحوا بذلك طوائف وشيع متفرقة كل منها تزعم بأنها الطائفة الناجية، وليس لأحد في عصرنا أن ينتظر وحيا من السماء ليخبره باسم هذه الطائفة، وقد أعطانا الله جل وعلا ثنائه عقلا لنميز به الخبيث من الطيب وجعله حجة على عباده،

* أنظر الصورة المرفقة لغلاف كتاب " حقائق عن أمير المؤمنين يزيد " لنرى المدى الذي وصل إليه البعض في تزييف هذا التأريخ!!
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المؤلف 7
2 المقدمة 11
3 الفصل الأول: الإمامة 19
4 نصوص الإمامة 21
5 أولا: الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت (ع) 21
6 من هم أهل البيت؟ 23
7 شواهد إضافية على عصمة أهل البيت 27
8 ثانيا: الأدلة في إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول (ص)) 30
9 ثالثا: الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب (ع) 34
10 شواهد إضافية على استخلاف علي (ع) 36
11 مخالفة جمهور المسلمين لنصوص الإمامة 41
12 أولا: منع بعض الصحابة رسول الله (ص) من كتابته للوصية 42
13 ثانيا: تخلف بعض الصحابة عن بعثة أسامة وطعنهم في إمارته 46
14 ثالثا: أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر 47
15 هل ألمح الرسول (ص) باستخلاف أبي بكر؟ 52
16 غضب فاطمة (ع) 53
17 هل ماتت فاطمة (ع) ميتة جاهلية؟ 57
18 رابعا: استخلاف عمر 59
19 خامسا: استخلاف عثمان 60
20 مقتل الخليفة عثمان 62
21 بيعة الامام علي (ع) 64
22 سادسا: موقعة الجمل وخروج أم المؤمنين 64
23 أسطورة عبد الله بن سبأ 67
24 سابعا: موقعة صفين وتمرد معاوية 69
25 ثامنا: استشهاد الإمام علي (ع) 74
26 تاسعا: معاهدة الصلح واستشهاد الامام الحسن (ع) 74
27 عاشرا: ثورة كربلاء واستشهاد الامام الحسين (ع) 76
28 الفصل الثاني: عدالة الصحابة 83
29 الفصل الثالث: الشيعة والقرآن الكريم 95
30 الفصل الرابع: الشيعة والسنة النبوية المطهرة 103
31 موقف الفريقين من السنة النبوية 103
32 موقف الفريقين من عصمة النبي (ص) 105
33 أبو هريرة وكثرة روايته للحديث 114
34 وقفة مع البخاري في صحيحه 120
35 الفصل الخامس: الزواج المؤقت 125
36 متعة الحج 132
37 الفصل السادس: المهدي المنتظر والفتن 135