بني أمية والعباس في قمع أي حركة معارضة لسلطانهم، وخصوصا آل البيت النبوي الذين كانوا ملاحقين دائما بالاضطهاد والتشريد والقتل والتعذيب.
ولم يقتصر هذا الظلم ضد آل البيت النبوي فحسب، فقد كان من ضمن ضحايا الاستبداد الأموي من غير آل البيت عبد الله بن الزبير مثلا، حيث سجل التاريخ ذلك المشهد المأساوي في الحرم المكي عندما ذبح وسلخ ابن الزبير والذي لم تشفع له قدسية هذا المكان الذي كانت حتى الجاهلية تقدسه وتعظمه ولا تستبيح فيه دماء الوحش فضلا عن البشر، ولم تشفع له الكعبة عند حكام بني أمية والتي تعلق بستائرها؟؟ والتي حتى رميت بالمنجنيق في عهد عبد الملك بن مروان الذي أطلق العنان ليد طاغيته الحجاج ليقتل ولذبح الناس بغير حق. وقد قال فيهما الحسن البصري: " لو لم تكن لعبد الملك سيئة سوى الحجاج لكفته "، وقول عمر بن عبد العزيز (رض): " لو جاءت كل أمة بطاغيتها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم ". فضلا عما عرف من تمزيق الوليد بن عبد الملك لكتاب الله وغير ذلك الكثير الكثير. فهل تؤهل هذه الأعمال صاحبها أن يكون مسلما فضلا عن أن يكون خليفة للمسلمين وأميرا للمؤمنين؟؟
لا شك أننا اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في تأريخنا (*) الإسلامي وإمعان النظر في كثير من الحوادث فيه واستنطاقها لما لها من ارتباط وثيق برسم معالم المذاهب الإسلامية التي عليها المسلمون اليوم، ولما فيها ما يساعد على معرفة حقيقة هذه الطائفة أو تلك بعيدا عن الظلم والتجني. فبسبب تلك الحوادث تفرع المسلمون عن الخط الإسلامي المحمدي الأصيل وأصبحوا بذلك طوائف وشيع متفرقة كل منها تزعم بأنها الطائفة الناجية، وليس لأحد في عصرنا أن ينتظر وحيا من السماء ليخبره باسم هذه الطائفة، وقد أعطانا الله جل وعلا ثنائه عقلا لنميز به الخبيث من الطيب وجعله حجة على عباده،