يكون باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وحكمته وأخاه.
فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عمر قال: " أخي رسول الله (ص) بين أصحابه، فجاء علي عليه السلام تدمع عينا، فقال:
يا رسول الله، آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله (ص): أنت أخي في الدنيا والآخرة، (1). وحتى أن الرسول (ص) اعتبر عليا منه كما روى البخاري: " قال النبي (ص) لعلي:
أنت مني وأنا منك " (2).
وتميز أيضا عن باقي الصحابة بأنه كان الأكثر فضائلا، كما أخرج ذلك الحاكم في مستدركه نقلا عن أحمد بن حنبل بقوله: " ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام " (3).
وفي كنز العمال، قال رسول الله (ص): " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي " (4)، وكان ذلك بعد أن رفض تزويجها لعدد من الصحابة تقدموا لطلبها في محاولة لنيل هذا الشرف العظيم بالزواج من بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسيدة نساء المؤمنين وأهل الجنة والتي يغضب الله لغضبها، وقد صدق من قال: " لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفوء " (5).
وبعد كل ذلك، فإنه لو كان اختيار الخليفة موكولا إلى الناس، فإن عليا عليه السلام كان الأكثر تميزا بين الصحابة، وبالتالي الأكثر لياقة واستحقاقا بالخلافة.