البيت (ع) بالكتاب والتصريح بعدم الافتراق عنه يدل على عصمتهم. إذ أن صدور أي مخالفة للشريعة منهم سواء كان عمدا أم سهوا أم غفلة يعتبر افتراقا عن القرآن، لو قلنا بأنهم يفترقون عنه ولو للحظة فهذا تكذيب للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أخبر عن الله عز وجل بعدم وقوع الافتراق وتجويز الكذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدا مناف لعصمته حتى في مجال التبليغ وقد أكد على الحديث في أكثر من موضع.
أضف إلى ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتبر التمسك بهم عاصما من الضلالة دائما وأبدا كما هو مقتضى ما تفيده كلمة لن التأبيدية فإذا كان هنالك مجال لضلالتهم ولو للحظة فكيف يكون التمسك بهم عاصما.
هذا عن العصمة أما ما قلته عن التفويض فلا أحد من الشيعة يقول به، إنما هو قول أعداء الدين الذين حاولوا تشويه الصورة النقية للتشيع، وأنت إذا أردت أن تتعرف على معتقدات الشيعة فيجب عليك الاطلاع عليها من كتبهم وأقوال علمائهم لا من كتب وأقوال المناوئين لهم الذين لا يتورعون عن الكذب والافتراء، ومعروف عند الشيعة أن الأئمة يقولون بما قاله الرسول (صلى الله عيه وآله وسلم)، وها هو الإمام أمير المؤمنين علي (ع) يقول " علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب " فهم لا يقولون بالتفويض بل أهل السنة والجماعة هم الذين فوضوا الصحابة في التشريع حتى أمضوا اجتهادات الصحابة الواضحة مقابل النصوص المؤكدة.
بعد هذا الحوار أخذ صاحبي يبحث له عن مخرج وبدأ يقفز بالحديث هنا وهناك ويحاول أن يجد ثغرة يصطادني بها وعندما لم يجد قال لي: - يا أخي أنا مفوض أمري إلى الله نحن أهل تسليم.
قلت: - التسليم لا يكون إلا للحق، أما التفويض لله فلا يلغي إرادتك ويجمد عقلك. إذا كنت تصبوا إلى الحقيقة واصل بحثك عنها ثم فوض الأمر إلى الله يهديك