ونقتبس منه بعض المعاني يستفيد منها من يريد أن يصل إلى الحق.
الآية الأولى:
(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (سورة آل عمران: آية / 61).
تواتر لدى الفريقين نزول هذه الآية - كما بينا في حديثنا حول الزهراء (ع) - في علي وفاطمة والحسنين، جاء في صحيح مسلم " ولما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال: اللهم هؤلاء أهلي ".
قال الفخر الرازي في تفسيره " وأعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث " (1) إن القرآن بدقته وبلاغته يعطي لأولي الألباب بصيرة وتوجيها من أقصر الطرق وأيسرها والآية المذكورة تحمل دلالات عظيمة وتفصل معاني الاصطفاء والاختيار الإلهي في أقصر العبارات وأبلغها.
وكما جاء في الأحاديث لم يأخذ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) معه أبا بكر وعمر كما أنه لم يأخذ عائشة أو غيرها من زوجاته..
لم يأخذ إلا هذه العصبة المباركة والتي لم يكن اختيارها اعتباطيا أو عاطفيا في وقت تمر فيه الرسالة بمنعطف تاريخي وهي تواجه نصارى نجران وتتحداهم إنما كان اختيارا ربانيا كما عبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى.
ويأتي البعض لإقناعنا بأن الصحابة أفضل من أهل البيت (ع) وكيف يكون ذلك وهذا الاقتران بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته من كل مورد وكما